Tuesday, August 31, 2010

۞ أصبحـت أعشـق ساعات الإنتظـار!! ۞‎

أصبحـت أعشـق ساعات الإنتظـار!! ۞


قال لي صديقي: أمسضحكت زوجتي فأنا كنت أقرأ في الصباح سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي، وإذا بي قبلالنوم أقرأُ سورة هود.. فقالت: ما بك؟ أصبحتَ تتنقَّل بين السور على غير عادتك فيختم القرآن! هل لأنك تحب سورة هود أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك..؟ قلت لها: سأحكيلكي لاحقًا، لكنها نامت.

في الصباح كنَّاعلى موعدٍ عائلي، ولمَّا كانت زوجتي تتأخر في "الجهوزية".. فقد لبستُ ثياب الخروج،وأمرت الكبار بمساعدة الصغار وإنزال الشنط للسيارة.



وسحبت كرسي وجلست بجوار باب الخروج، ومعي مصحفي، فكانت تتوقع مني أنأرفع صوتي وأصيح بصوتي الجهوري لها هيَّا.. تأخرتي.. لكنها كانت تسمع قراءة القرآن،وعند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي فهمَّت زوجتي وقالت: سبحان الله ربنا يهدي.. أينموشحات الحِفاظ على الموعد وضرورة السرعة في "الجهوزية"؟ ضحكتُ وقلت لها: يكفي23عامًا من النصائح.



وكان لي موعد عند أحد الزبائن لكنه أبقاني في حجرة الجلوسنصف ساعة معتذرًا بأدب، فتناولت مصحفي وأنهيتًوردي.



خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد بزحامها وضوضائها وزخمها أخذتُ ابني معيليقود السيارة، وتناولت مصحفي ولم أحس بالزحام ولا الضوضاء ولا أي شيء بل السكونوالراحة والسلام يملأ حياتي، لكن الدموع نزلت من عيني ليست دموع الفرح ولا دموعتأثُّري بالآيات الجليلة, إنما هي دموع الندم.. يا الله! كم فرطنا من ساعاتٍ، هليُعقل أنني أختم القرآن فيحوالي 5 أيام من ساعات الانتظار، هذه الأوقات التي كانتكلها توتُّر وتبرُّم وضيق وانزعاج.. فكم قصَّرتُ في حق نفسي..؟

هل يُعقل أنني أصبحتأحبُّ ساعات الانتظار!!.

في انتظار الطعام ذلك الموعدالمقدس الذي أحافظ عليه مع أولادي حين يتأخر الطعام كنت أنزعج.. لكني أمسكت مصحفيوعلا صوتي عند الآية﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَشِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء: من الآية 82).



قالت لي زوجتي: إن قراءتك هذه تركت انطباعًاطيبًا لدى الأولاد كلهم كبارًا وصغارًا، فهم بالرغم من أنهم يحفظون القرآن منذالصغر إلا أن صوتك الطيب بحشرجته الخفيفة وإحساسك بالمعاني جعلهم يشتاقون لذلك،ويقولون: إنهم يتذكَّرون الآيات التي قرأتها ويقلدونك.



أين أنت يارجل..؟!.



يا الله! نزلت عليَّالملاحظة كالصاعقة، فكم قصَّرت في حقهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكمراعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".. فغياب القدوة في القرآن بالبيت وغياب القدوة فيالأذكار والصيام والأوراد.. يجعل تعليماتك لهم بأداء أعمالهم التعبدية باهتةً ودونروح.. وتصبح التعليمات أمرًا من ضمن آلاف الأوامر التي يسمعونها صباحَمساء.



يا الله! كم ضيعت عليهم ساعات الطمأنينةوالهدوء والسلام التي كان يحققها القرآن؟.. ضيعت عليهم الرحمة والنور ومباركةالملائكة.. ضيعت عليهم الشفاء وينابيع الخير والعطاء التي يمنحنا إيَّاها القرآن،أأنا السبب؟.. الله المستعان.. لكن عذرًا فأنا من سيزرع فيهم عشق ساعات الانتظار.. اللهم أكرمنا بكرم القرآن, وشرِّفنا بشرف القرآن, واجعلنا من أهله.

0 comments:

Post a Comment